جاء الاسلام بالخير كله للبشرية فقرر ادابا اجتماعية سامية لم يسبق اليها ولا غرابة في ذلك فهو شريعة الله لعباده في خاتم رسالته والايات التي ساقدمها تحث علي بعض هذه الاداب والقيم السامية ولا شك في ان العمل بها في صدر الاسلام جعل من المجتمع الاسلامي المجتمع المثالي ولاشك ايضا في ان صوت القران سيظل عاليا بالدعوة الي الخير القول والعمل فمن استجاب فلنفسه ومن اعرض فان له معيشة ضنكا وقد اخترت ايات من كتاب الله سبحانه وتعالي اشتملت علي أسمي الاداب وأبلغ العظات وأحكم الهدايات فهي تبدأ بنداء للمؤمنين تأمرهم فيه بالتثبيت من صحة الاخبار التي تصل اليهم وارشدتهم الي مظاهر فضل الله سبحانه وتعالي عليهم لكي يواظبوا علي شكره ثم انتقلت الايات الي دائرة أوسع وارحب فدعت المؤمنين الي التدخل بين الطوائف المتنازعة لعقد المصالحة بينها والي قتال الفئة الباغية حتي ترجع الي حكم الله ثم وجه الله سبحانه وتعالي الي المؤمنين النداء لينهاهم فيه عن عدم سخرية بعضهم من بعض او ان يعيب بعضهم بعضا وألا يخاطب أحدهم بالفاظ يكرهها وكذلك نهاهم عن ان يظن بعضهم ببعض ظنا سيئا بدون مبرر كما نهاهم عن التجسس وعن الغيبة حتي تبقي للمسلم حرمته وكرامته وبعد هذه النداءات المتتالية التي تخص المؤمنين والتي اشتملت علي أعظم الاداب النفسية والاجتماعية وجه الله سبحانه وتعالي نداء الي الناس جميعا ذكرهم فيه بأصليهم وبميزان قبولهم عنده وبين ان أرفع الناس منزلة عند الله أكثرهم تقوة وخشية الله وهذه الايات التي تتحدث عن كل ذلك من سورة الحجرات (بسم الله الرحمن الرحيم) ((ياأيها الذين أمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبيحوا علي ما فعلتم نادمين(6)واعلوا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون(7)فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم(
وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فأن بغت احداهما علي الأخرا فقاتلوا التي تبغي حتي تفيء الي امر الله فان فاءت فأصلحوا بينهم بالعدل وأقسطوا ان الله يحب المقسطين(9)انما الؤمنون اخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون(10)ياأيها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسي ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسي أن يكن خيرا منهن ولا تلميزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون(11)ياايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله ان الله تواب رحيم(12)ياايها الناس انا خلقناكم من ذكرا وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم ان الله عليم خبير(13) صدق الله العظيم