محافظة البحيرة
ادارة كوم حمادة التعليمية
مدرسة :
الطفـــــل اليتيــــــم
عمل الطالب
..
إشراف
.. أ/
ا اليتم..؟ ومن هو اليتيم.؟
اليتم في اللغة؛ هو الانفراد. فمن فقد أباه في الناس فهو يتيم، ولا يقال لمن فقد أمه يتيم؛ بل منقطع. اما من فقد أباه وأمه معاً؛ فهو (لطيم). وهذا التدرج في وصف الانفراد الذي هو اليتم؛ من اجل دلائل البلاغة في اللغة العربية؛ التي لا تجاريها فيها أي لغة أخرى. لأن لفظ (يتيم)؛ أخف وقعا على السمع من لفظ (منقطع)، لأنه يعبر عن حالة اخف من اخرى؛ كما ان (يتيم ومنقطع) أخف من (لطيم)؛ فماذا يعني (الانقطاع واللطم) إذن..؟
الانقطاع هو الانقسام والانفصال والفرقة. ولاشك ان من فقد أمه؛ فإن بؤسه اشد من فقده لوالده؛ ذلك ان دور الام؛ يفوق دور الأب في الحضانة والرعاية، وهذا يفسره قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (.. أمك ثم أمك ثم أمك؛ ثم أبوك).
أما (اللطم)؛ فهو ضرب الخد والوجه حتى تتضح الحمرة، وفي هذا تعبير عن الحسرة واليأس وعمق الجراح، نتيجة فقد الأب والأم معا. وهذه حالة اعظم من اليتم بفقد الأب؛ والانقطاع بفقد الأم.
إن الولد لا يدعى يتيما بعد بلوغه ومقدرته على الاعتماد على نفسه، اما الجارية فهي يتيمة حتى يبنى بها. قال تعالى: (وآتوا اليتامى أموالهم). هذا؛ إذا آنستم منهم رشدا. وقد تلازمهما التسمية بعد ذلك (مجازا)، فالرسول صلى الله عليه وسلم ظل يسمى يتيم أبي طالب، لأنه رباه.
وصورة اليتم في المجتمع؛ مكونة رئيسة في نسيجه العام منذ ان خلق الله الخلق، لأن النوازل والفواجع تَكِرّ كر الليالي والأيام ولا تتوف، وما يخفف من قسوة الحالة وبشاعة الصورة؛ هو ذلك التكافل الاجتماعي التعاوني، الذي أرست قواعده الشريعة الاسلامية السمحة؛ فجاء تعزيز الأمر برعاية اليتامى وحفظ حقوقهم المشروعة؛ وتربيتهم وتهيئتهم للحياة؛ في القرآن الكريم في (23) مرة بلفظ؛ (اليتم واليتيم واليتيمة والأيتام واليتامى). في (23) آية قرآنية. وتكرر ذكر ذلك في الحديث النبوي الشريف مرات كثيرة.
وما دام اليتم بهذه الصورة؛ ومكانته في المجتمع معروفة؛ فهذا المجتمع نفسه؛ يتحمل المسؤولية كاملة؛ بأن يتضامن ابناؤه ويتعاضدوا فيما بينهم، افرادا وجماعات، حكاما او محكومين؛ على اتخاذ كافة المواقف الايجابية التي تكفل رعاية الأيتام، بدافع من شعور وجداني عميق، ينبع من أصل العقيدة الاسلامية، ليعيش اليتيم في كفالة الجماعة، وتعيش الجماعة بمؤازرة هذا اليتيم؛ المنسجم معها في سيرها نحو تحقيق مجتمع افضل.
إن وسائل التكافل الاجتماعي كثيرة، على ان اهمها علي الاطلاق؛ هو الإنفاق في وجوه الخير، فالشريعة الاسلامية حثت على هذه الخيرية؛ وحذرت من الشح والبخل، وجعلت في أموال الموسرين والأغنياء حقا معلوما للفقراء واليتامى والمساكين.
فالرسول صلى الله عليه وسلم؛ حض على كفالة اليتيم، وأمر بوجوب رعايته، وبشر كفلاء اليتيم؛ أنهم ان احسنوا الى اليتامى؛ سيكونون معه في الجنة. عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا.. وأشار بالسبابة والوسطى، وفرق بينهما) رواه البخاري.
وروى الإمام احمد وابن حبان، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من وضع يده على رأس يتيم رحمة به؛ كتب الله له بكل شعرة مرت على يده حسنة).
ورعاية الأيتام واجبة في الأصل على ذوي الأرحام والاقارب، اما الدولة؛ فإنها لا تلجأ الى الرعاية إلا عند الحاجة.
وقد درج المسلمون منذ عهودهم الاولى؛ على افتتاح الدور لرعاية الأيتام، لتتولى المؤسسات الاسلامية العامة والخاصة؛ تربية الأيتام ورعايتهم والإنفاق عليهم، ومساعدتهم على النمو الطبيعي، والحياة الإيجابية في المجتمع.
وفي بلادنا الحبيبة؛ امتثال لهذا الواجب الرباني، وتمثيل حي لما أمر به المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولما اخذ به الخلفاء والصحابة رضوان الله عليهم اجمعين، وما سار عليه أتباعهم من بعدهم عبر مئات السنين، من كفالة اسرية اجتماعية (مؤسساتية) للأيتام؛ كانت وما زالت من علامات التحضر والتمدن في المجتمعات الاسلامية. فيوجد دور كثيرة لرعاية الايتام في مناطق ومدن المملكة، تشرف عليها الدولة، واخرى اهلية تقوم على خيرية المحسنين الموسرين، الذين اعطاهم الله وأغناهم؛ ولكن جعل في اموالهم هذه؛ حقوقا متوجبة الأداء للسائلين والمحرومين والمقطوعين واليتامى. وابناء المملكة على العموم؛ ضربوا اروع الامثلة في هذا المجال الخيري؛ فهم في كل ميدان يقرب الى الله؛ لهم سهم نافذ؛ وقدح معلى، وحصتهم اكبر، فعموا بفضلهم من هم في حاجة إليه، سواء في داخل المملكة أم خارجها.
يقولون في كمبوديا: بأن يتيم الأب أشبه بالبيت بلا سقف. ولكن مجتمعنا العربي المسلم والحمد لله؛ هو السقف الذي يظلل الأيتام في بلادنا. وشاعرنا المتنبي يقول في هذا:
وأحسن وجه في الورى وجه محسن .. وأيمن كف فيهمُ كف منعم
قضية اليتم التي أراد الله سبحانه و تعالى أن يعالجها بشكل قاطع و فريد و ألا يجعل وفاة أحد الأبوين أو كلاهما سبب في فساد الأبناء أو إنحرافهم بل أراد الله أن يجعل هذا اليتم حافز لإخراج الطاقة البشرية الكامنة داخل هذا اليتيم الذي حُرم من أحد أهم ركائز التربية و هي الأبوين فصار إعتماده كله على الله فلم يعد يرى و لا يسمع إلا النداء الرباني الموجه إليه و انظر معي لقصة موسى عليه السلام الذي ألقي و هو طفل صغير في اليم ليلتقطه أشد عدو له على الأرض و هو فرعون فينشأ يتيم فتتسائل لما فعل الله هذا بموسى و هو القائد الرباني المنتظر لينقذ بني إسرائيل من براثن فرعون و أعوانه أليس من الأفضل أن ينشأ موسى في بيت مستقر تحوطه رعاية أبويه و يجد نفسه في محضن تربوي يسمح له بالنمو النفسي المطلوب لصناعة هذا القائد ؟!
فتجد الجواب الشافي لسؤالك في كتاب الله في قوله تعالى (( وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي. )) و قوله (( و لتصنع على عيني )) فاليتم حالة أرادها الله قوة لا ضعف و رفعة لا مذلة فاليتم شدة و لكن هذه الشدة هي المصنع الرباني الذي فيه ينشأ القادة و العظماء على النقيض تماما من الفكرة الخاطئة التي أستشرت في مجتماعتنا حول شخص اليتيم . فجاء عيسى عليه السلام بل أب و ماتت أم يوسف عليه السلام و هو طفل صغير و أُلقي في اليم و هو طفل صغير ثم نشأ في بيت العزيز نشأة العبيد و ما لبث أن زج به إلى السجن فإذا هو حاكم مصر الفعلي بعد عدة سنوات و لا يمكن أبدا في سياق حديثنا هذا أن ننسى أعظم يتيم في التاريخ رسولنا الحبيب محمد بن عبد الله الذي نشأ يتيما فنشأ على عين الله و لاحظته عيون العناية الربانية فكان يقول (( أدبني ربي فأحسن تأديبي )) صلوات ربي و سلامه عليه فساد الكون كله و خضعت له أعناق جببارة الأرض و أنتشر دينه و رفرفت راية التوحيد في أسقاع الأرض فنعم اليتيم و نعم القدوة.
هناك طفل يئن ويتوجع ويبكي
أين امه وابيه ربما هم ماتوا فهو مشردي
وعن السعاده يبحث ياله من بائس متعبي
قد كان والديه له مثل الغيمتي
يحمونه من لـهيب الشمس وزمهرير البردي
وقف فى ذهول وسالت دموعه على الخدي
تسيل مثل شلال يجري
الكل يرمقه بنظرةاستحقاري
هويتسأل الكل ينبذني
لربما لايهمهم امري
بل هم يتورون عني
عندما يجتمعون يلعبون ولايشاركوني
لقداغتيلت طفولتي
لم افرح بيوم العيدوأغني
الحزن اصبح جاري
والخوف هو رفيقي
الضياع قريب مني
والهلاك يلازم حياتي
اوراق الاشجار طعامي
وللماءاحن واشتاق فهو نادر الوجودي
مقطع الثوب ولاالبس حذاءبرجلي
اعاني برد الليل وحر النهار ياأخواني
الى الله اشكوا ضعفي
واسأله ان يكشف الهم والحزن عني
الله هو خالقي
واليه ارسل تضرعي
سالت مياه عيوني
ويبس جلدي
وبان عظمي
من الجوع اشتكي
قدماي لا تستطيع ان تحملني
عينوني تؤلمني
وطوال الليل ابكي
انام بين الاشجاري
او تروني تحت صخورواحجاري
حياتي كلها مشردا ًاعيش وحدي
فلااخ ولااخت ولاام اين انت ياابي
كلهم غادروا الحياة وتركوني
هنا بمفردي
يتيم الاب والام لايدري
الى اين يذهب فهو حيران تائه الفكري
قدسلب الحنان والعطف والحب انه مكسور متحطمي
تائه لايدري
لقد جار عليه الزمان بمعوله وضربه فى الظهري
احن عليه وابكي
اذا رايته تنهمر دموع عيوني
اشفق لحاله ياله من مسكين والكل عنه لايدري
لماهذه القسوه يابشراقلوبكم اقسى من الصخري
سوف تسئلون عن هؤلاء يوم تقفون امام الجباري
اطعموهم ومن البرداحموهم انهم اطفال يتامى
ومحرومون من الام والاب والاسرتي
قد وصاناعليهم نبيناحبيب البشرالهاشمي
ورغب فى كفالة اليتيم لكي ننال الآجراحبتي
من يمسح دمعتي
من يقبل خدي
من يطعمني ويلبسني
ومن الخوف والقتل يحميني
اني هناوحدي
اخاف من ظلام الليل ياآللهي
رجوتك ان تحميني
وتخفف مصابي
وتعيدلي كل احبابي
ابي وامي
اغلى ماعندي
اين انتم لاادري
اذهبتم وتركتوني
ام انه الموت قد فجعني
وسلبكم مني
انتم شمعة حياتي
لقدانطفئ سراجي
واصبحت اعيش فى ظلام وكأني
تحت طبقات الارض فأنامثل الميت فى قبري
لقددفنت واناحي
ياليتكم اخذتموني
عندماغادرتم الدنياالى القبري
الى الله اشكوا ضعف حيلتي
فهو ملجئ وملاذي وانافى دار الحزن والغربتي.